الإحليل السفلي عند الأطفال وعلاجه
الإحليل السفلي أو المبال التحتاني، مسميات لمشكلة واحدة تصيب العديد من أطفالنا، ورغم تعدُّد المصادر، تظلّ المشكلة مؤرقة للآباء، سواء باحتمالية حدوثها أو كيفية علاجها.
في المقال التالي، سنستعرض معًا كل ما هو متعلِّق بمرض الإحليل السفلي عند الأطفال، ما هو، ومدى احتمالية الإصابة به، وكيف يعالج؟.
ماهو الإحليل السفلي عند الأطفال ؟
الإحليل السفلي (Hypospadias) هو عيب خلقي شائع لدى الأطفال، لكن قبل أن نتطرق لتعريفه، لنتحدث أولًا عن مجرى البول.
إن مجى البول هو الأنبوب الواصل بين المثانة وفتحة مجرى البول، وهو المسؤول عن إفراغ البول من جسم الإنسان. من الطبيعي أن توجد فتحة مجرى البول في طرف العضو الذكري، لكن، أحيانًا، يولد بعض الأطفال وفتحة مجرى البول متواجدة على الجانب السفلي من العضو الذكري، تلك الحالة هي ما يسمّى بـ الإحليل السفلي عند الأطفال.
الإحليل السفلي من العيوب الخلقية الشائعة
الإحليل السفلي من العيوب الخلقية الشائعة، ولا يمثِّل أو لا يجب أن يمثِّل معاناة للأسر التي تعاني أطفالها منه، فالعملية الجراحية قادرة على استرجاع الشكل والآداء الطبيعيَّين للعضو الذكري بنجاح.
افضل طرق علاج الإحليل السفلي للاطفال
اصلاح المبال/الإحليل التحتي
التدخُّل الجراحي هو الإجراء الوحيد الذي يمكن من خلاله إصلاح الإحليل السفلي عند الأطفال، لكن قبل التطرُّق لتفاصيل الإصلاح أو العلاج، هناك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار أوًلا:
- يفضَّل جدًا أن تتم تلك الجراحة في فترة مبكرة من حياة الطفل، ما بين ستة شهور حتى 12 شهرًا، ففي هذا العمر، يكون من السهل العناية بموضع الجرح بعد العملية.
- إذا كان الطفل مصابًا بالمبال/الإحليل التحتي، لا يجب أن تُجرى له عملية الختان، فقد يحتاج الطبيب لاستخدام القلفة لإجراء بعض الإصلاحات.
- استخدام التخدير الكلي على الأطفال آمِن تمامًا، فلا داعي للقلق بشأنه.
وفي الفقرة التالية، سوف نتحدث عن إصلاح الإحليل السفلي عند الأطفال بشكل أكثر تفصيلًا.
الإحليل السفلي يصيب حديثي الولادة كيف يعالج ؟
يجب أولًا أن نوضِّح أن للإحليل السفلي أنواع، تتفاوت بينها درجة السهولة والتعقيد، وتلك الأنواع هي:
- الدرجة الأولى: وفيها يكون موضع فتحة الإحليل أسفل رأس العضو الذكري.
- الدرجة الثانية: وفيها تتواجد فتحة الإحليل في مكانٍ ما على طول العضو الذكري، غالبًا في منتصفه.
- الدرجة الثالثة: وتلك هي الأكثر حدَّة، وفيها تتواجد فتحة الإحليل في منطقة التقاء العضو الذكري بكيس الصفن.
الهدف في أي درجة من الدرجات الثلاثة هو جعل شكل القضيب طبيعي ليصبح بالتالي آداؤه طبيعيًا، إلا أن المسألة قد لا تتوقَّف أحيانًا عند مكان فتحة الإحليل.
- في بعض الحالات، يمكن أن يواجه العضو الذكري انحناءًا طفيفًا.
- أيضًا، قد تكون فتحة الإحليل ذاتها أضيق من المعتاد.
بناءًا على ما سبق، يمكن أن تتضمَّن العملية الجراحية التالي:
- تصحيح موقع فتحة الإحليل وإعادتها إلى مكانها الطبيعي.
- تصحيح انحناء العضو الذكري.
- توسيع فتحة العضو الذكري إلى الحدّ الطبيعي.
- ترميم وإصلاح الجلد المحيط بفتحة الإحليل.
- إجراء عملية الختان.
ونلاحظ أن الطبيب قد يحتاج لاستخدام بعضًا من الجلد الموجود في رأس العضو الذكري في عملية الترميم، لهذا لا يُنصَح بالختان قبل جراحة الإحليل.
في المتوسِّط، تستغرق عملية إصلاح الإحليل السفلي عند الأطفال من 90 دقيقة إلى ثلاثة ساعات، ويمكن أن تتم العملية على مراحل، فقد يفضِّل أستاذ جراحة الأطفال عمل تقويم أو تصحيح انحناء العضو الذكري قبل تصحيح موقع فتحة الإحليل.
ورغم التأكيد على أن تلك العملية يفضَّل إجراءها في سن مبكر من حياة الطفل، إلا أنه يمكن إجراءها في أي عمر حتى للبالغين.
ما هي احتمالات إصابة الطفل بالإحليل السفلي ؟
لا يوجد نسبة محدَّدة يمكن الجزم من خلالها بزيادة احتمالية الإصابة من عدمها. يحدث الإحليل السفلي عادةً نتيجة لوجود خلل في بعض الهرمونات المسؤولة عن تكون الإحليل والقلفة لدى الذكور، لكن السبب مايزال مجهولًا في معظم الحالات.
رغم ذلك، هناك بعض العوامل التي التي ارتبط وجودها بوجود الإحليل السفلي عند الأطفال:
- العوامل الوراثية:
الاختلاف في جينات معينة قد تلعب دورًا اضطراب الهرمونات المسؤولة عن تكوين الإحليل والقلفة لدى الذكور.
- التاريخ العائلي:
وجود تاريخ للإصابة بالإحليل السفلي في العائلة يزيد من احتمالية إصابة الرضَّع به.
- سن الأم:
أفادت بعض الأبحاث أن احتمالية الإصابة بالإحليل السفلي تزيد لدى الأطفال الذين تزيد أعمار أمهاتهم عن 35 سنة.
- التعرُّض لموادٍ ما خلال الحمل:
هنا نؤكد أن تلك الدراسات ماتزال بحاجة لتأكيدات، لكنها أفادت أن تعرُّض الأم في فترة الحمل لبعض المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية قد يكون سببًا لإصابة طفلها بالإحليل السفلي.
بشكلٍ عام، لا يوجد شيء واضح يمكن تفاديه لتفادي إصابة الطفل بالإحليل التحتاني.
الآن، هناك سؤال يتردد كثيرًا يمكن الإجابة عنه.
وهل دائما يصاحب الإحليل السفلي ضيق فتحة البول؟.
سؤال غالبًا ما يراود معظم الآباء، نظرًا للمضاعفات الخطيرة المتعلقة بضيق فتحة البول عند الأطفال، ربما أشهرها الفشل الكلوي في سن مبكرة.
على كلٍّ، لا يصاحب الإحليل السفلي عند الأطفال ضيق فتحة البول بشكلٍ دائم. ضيق فتحة البول من العيوب الخلقية هو الآخر التي يمكن أن يولد بها الذكور، لكن الإحليل السفلي لا يسببه بأي حال، وأسبابه تتراوح ما بين:
- خلقية:
من كل 250 إلى 350 طفل يولد طفلً مصابًا بضيق فتحة أو مجرى البول.
- مكتسبة:
تتنوع ما بين الالتهابات البولية المتكررة التي تسبب تضيُّق قطر مجرى البول، والصدمات المتكررة في العضو الذكري.
بشكلٍ عام، فضيق فتحة البول من العيوب الخلقية الشائعة وأغلب حالاته تكون بسيطة وتُعالَج هي الأخرى بعملية جراحية.
- الخبرة:
أغلب حالات الأطفال التي تحتاج للتدخُّل الجراحي هي حالات متعلقة بالأطفال ذاتهم، حالات مثل الختان، والإحليل السفلي عند الأطفال، والفتق السرِّي، والعيوب الخلقية في العموم، جراح الأطفال يتَّسِم بالخبرة وكثرة الممارسة لتلك الحالات لأنه يتعامل معها يوميًا.
يمكن لأستاذ جراحة الأطفال إجراء العديد من عمليات الإحليل السفلي يستلزم حجرة عمليات بالمستشفى لدقة العملية الشديدة وتحتاج البنج الكلي ، وكما أسلفنا، فبعض حالات أو درجات الإحليل السفلي تتطلب إجراء العملية على مراحل لإصلاح العيب، أي يتم إجراء أكثر من عملية لتلك الحالات.
اختيار أستاذ جراحة الأطفال اثناء جراحة الإحليل السفلي
كما أن مراعاة الدقة اختيار أستاذ جراحة الأطفال، يرفع من نسبة نجاح العملية بالطبع، ويكتسب العضو الذكري مظهره الطبيعي المعتاد ويستطيع الذكور بعد ذلك التبول بشكلٍ طبيعي والإنجاب.
بعد إجراء العملية، سوف يحتاج الطفل إلى زيارة أستاذ جراحة الأطفال بضعة مرات من أجل المتابعة والاطمئنان، بعد ذلك، يوصى بالمتابعة مع طبيب متخصص في المسالك البولية للأطفال للتحقق من تمام الشفاء واكتساب الجهاز البولي والتناسلي القدرة على آداء وظائفه الطبيعية.